من هم اصحاب الاخدود ؟

جاء في القران الكريم ذكر لقصص لقوم من الأولين عذبهم الله لعدم اتباعهم لما نهى عنه الله تعالى واتبعو هواهم ومن هذه القصص الكثيرة قصة قوم تمود وقصة قوم عاد و قصة قوم أصحاب الكهف و قوم أصحاب السبت و قوم اصحاب الاخدود الذين سنتحذث عنها في هذا الموضوع وهم قوم لعنهم الله عز وجل لشقهم الأرض و اضرام النار فيها و القاء المؤمنين فيها .

قوم أصحاب الأخدود :

اصحاب الاخدود هم رعية أحد ملوك الكفار وهو ذو نواس اليهودي واسمه زرعة بن تبان أسعد الحميري بلغه انهم آمنو بدين النصرانية فذهب إليهم ومعه جنود من مملكة حمير فخيرهم وخيرهم بين القتل أو الرجوع إلى دين اليهودية ، فاختاروا القتل ، فشقوا لهم الأخدود وأضرموا فيه النار ثم قالوا للمؤمنين : اكفروا باللَّه واتبعوا ديننا وإلا ألقيناكم في هذه النار ، فلم يستجيبو لهم و صبروا لما حل بهم ، فألقوهم في النار ليحترقو , قيل : قتل منهم عشرين ألفا ، وقيل : اثني عشر ألفا ، وقال الكلبي : كان أصحاب الأخدود سبعين ألفا .

قصة الغلام والساحر والراهب والملك :

ذكر الصحاح عن النبي صلى الله عليه و سلم أن ملكا من ملوك السحر اصبح في عمر كبير فقرر ان يضم اليه غلاما ليعلمه السحر و في يوم ما صادف الغلام راهبا يتكلم بالمواعظ لأجل الناس فأعجب به الغلام و ارتاح لسماع كلامه , فصادف في يوم في الطريق دابة او حية تقطع الطريق عن الناس , فأخد حجرا وقال : اللهم إن كان الراهب أحب إليك من الساحر، فاقتل هذه الدابة بحجري . فرمي الحجر على الدابة فقتلها ثم عاد الى الراهب وبقي معه بعد ان علم ان الراهب فيه خير له فتعلم على يده و اصبح يبرئ الأكمه ( الذي ولد مطموس العين ) والأبرص ، ويشفي من الداء . وكان للملك جليس عمي فأبرأه الغلام ولما سأل الملك جليسه من أبرأك قال له ربي و ربك فغضب الملك و عذبه ليدله على الغلام فلما وجدوه عذبوه ليدلهم على الراهب فلما وجدو الراهب سأله ان يترك دينه فأبى ذلك فقتلوه و عادو للغلام واخدوه الى جبل ليلقو به من فوق الجبل فدعى ربه فارتجل بهم الجبل و سقطو وبقي الغلام حيا ثم قامو بأخده ليلقو به في البحر من السفينة فدعى ربه وانقلبت بهم السفينة وعاش الغلام و قال للملك : لن تستطيع قتلى حتى تقوم بصلبي على جذع شجرة و تجمع الناس صعيد و تاخد سهما من كنانتي وتقول : بسم الله رب الغلام، ثم ترميني بالسهم , فقام الملك بذلك فاصاب الغلام في صدعه فقتله ^[1] كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم ج 8 ص 555 .

الملك و أصحاب الاخدود :

لما قتل الغلام شاهد الناس ذلك قالو : امنا برب الغلام فغضب لملك من ذلك وأمر بأخاديد في أفواه السكك و وأضرمت النيران ، و رمي فيها كل من لم يرجع عن دين الغلام ، و كان امرات ارادت ان ترجع وخافت من العذاب فقال لها ابنها : يا أمّاه، اصبري فإنك على الحق، وما هي إلا غميضة، فصبرت والقيت في الاخدود ^[2] كتاب التفسير المنير للزحيلي ج 30 ص 154 .

ذكر أصحاب الأخدود في القران الكريم :

ذكر اصحاب الاخدود في سورة البروج , قال الله تعالى ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) ^[3] سورة البروج الاية 1 – 22 .