ماهي الكبائر السبع ؟

تعتبر الكبائر في الدين الإسلامي هي ما رتب عليه عقوبة خاصة بمعنى أنها ليست مقتصرة على مجرد النهي أو التحريم بل لا بد من عقوبة خاصة مثل أن يقال من فعل هذا فليس بمؤمن و قد تم ذكرها في القران لقوله تعالى ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ ) ^[1] سورة النجم الأية 32 .

الكبائر السبع التي ذكر الرسول :

الكبائر السبع هي الموبقات السبع المذكورة في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : “اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال : الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات “.

شرح الكبائر السبع :

الشرك بالله : يعتبر الشرك بالله من أعظم الذنوب و أكبر الكبائر السبعة وهو نوعان الشرك الأكبر وهو أن يجعل لله ندا و يعبد غيره وهذا الذي ذكره الله عز وجل قال الله تعالى { إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء } و الأيات التي تتحدث عند ذلك كثيرة فمن مات مشركا فهو من أصحاب النار ^[2] كتاب الكبائر للذهبي ص 9 و النوع الأخر الشرك الأصغر والشرك الأصغر يكون في الألفاظ والأقوال ويكون في الأعمال، ويكون في الاعتقاد، ولكل واحد من هذه الأنواع أمثلة وهو يعتبر من أكبر الذنوب بعد الشرك الأكبر، لكنه لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام وأمثلة عنه هي الرياء و العبادة من اجل كسب الدنيا و الاعتماد عن الأسباب وعدم الاعتماد على الله تعالى وغيرها . ^[3] كتاب دروس في العقيدة – الراجحي جزء 11 ص 4 .

السحر : يعتبر من من الكبائر بالإجماع لذكره في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن السبع الموبقات و مما لاشك فيه أن الله تعالى حينما حرم السحر حرمه لما فيه من مفاسد دينية ودنيوية لاتصل إلى حد الفرد وحده وإنما تصل هذه المفاسد إلى المجتمعات بأسرها فقد يتسبب للفرد بتدمير حياته وجعله مريضا أو تدمير عشه الزوجي و تركه لعائلته مما يؤثر على المجتمع ^[4] كتاب كيف تتخلص من السحر ص 25 .

قتل النفس التي حرم الله : هو من الذنوب الكبيرة حيث ذكر أن عموم أهل السنة والراجح أن قاتل النفس ليس مخلدا في النار، بل هو تحت مشيئة الله تبارك وتعالى ، يقول الله تبارك وتعالى : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} فلا يجوز أبدا قتل النفس التي حرم الله إلا بإحدى ثلاثة أفعال كما جاء في الحديث المتفق عليه من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) ^[5] كتاب سلسلة الإيمان والكفر – المقدم ص 8 جزء 9 .

أكل الربا : حرم الإسلام الربا وجاء ذلك في الكثير من النصوص و الأحاديث و لعن الرسول صلى الله عليه و سلم أكل الربا في حديث : ” روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال : هم سواء ” ^[6] كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية جزء 12 ص ١٣٩٨ . و بين الإسلام أن مال الربا لا بركة فيه، وأن آكل الربا محارب من الله ورسوله وأنه ظالم , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (5) فإن {لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} ^[7] سورة البقرة الآية 279 .

أكل مال اليتيم : أكل مال اليتيم جريمة كبرى ؛ لأن ذلك تعدي على الضعيف الذي لا حول له ولا قوة ، فلهذا توعد الله عز وجل آكل ماله بالنار، كما قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} ^[8] سورة النساء الأية 10 ^[9] كتاب شرح فتح المجيد للغنيمان ص 11 جزء 74 .

التولي يوم الزحف : هذا يعني الفرار من أرض المعركة خوفا أو انقلابا لأن في ذلك ضرر للمسلمين و أمرنا الرسول باجتنابه حيث قال صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه “وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس”. ^[10] أخرجه أحمد 5/238 ^[11] كتاب اختلاف الدارين وآثاره في أحكام الشريعة الإسلامية جزء 1 ص ٦٥ , و توعد الله تعالى بالغضب عليهم قال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } ^[12] سورة الأنفال الأيتان 15 – 16 .

قذف المحصنات المؤمنات الغافلات : المحصنات هم النساء التي حصنت فرجها عن الفجور، و قذفها يعني ادعاء أنها فعلت الفاحشة، وهذا بهت عظيم، والبهت أشد من الظلم، فمن فعل ذلك فقد ظلم نفسه . ^[13] كتاب شرح فتح المجيد للغنيمان جزء 74 ص ١٣ .